أصبح الآن لديك طفلًا في المنزل، فستشعرين وكأنك تشاركينه في رحلته الاستكشافية اليومية، وكوني على استعداد للشعور كما لو كنتِ مرتدية غمامة؛ حيث ستتساءلين كيف فاتك ملاحظة جميع الأشياء الرائعة التي يكتشفها طفلك لأول مرة، لكم هو رائع هذا السن! حتى ولو بدا مرهقًا بعض الشيء للوالدين. ستحتاجين إلى أن تكوني أكثر يقظة لتفحص كل بيئة حتى تتأكدي من أنها لا تشكل أي خطر على سلامة طفلك، فعلى الأرجح سيكون هذا هو الجانب الأكثر إرهاقًا خلال مرحلة رعايتك لطفلك، والذي يتمثل في احتمالية إصابة الطفل بضرر أو تعرضه للخطر؛ ومع ذلك، حاولي ألا تقيدي فرصته في النمو والاستكشاف، فعلى أية حال هذه هي الطريقة المتاحة أمامه للتعرف على العالم ومعرفة جميع الأشياء الرائعة به.
على الرغم من اعتقاد طفلك بأنه يعرف ما يريد، إلا أنك ستعرفين ما يحتاجه فعلًا، إذ إنها القدرة على التوقع والروتين المستمر للحياة الأسرية اللذان يدعمان شعور طفلك بالأمان. كما أنكِ ستجدين أن قدرة طفلك على تحمل ساعات التسوق الطويلة أو الابتعاد عن روتينه الخاص محدودةً للغاية، ولكن تذكري أنه لا يحاول تصعيب الحياة عليكِ عندما يعترض، فكلما كبر وتطورت مهاراته اللفظية أكثر، سيصبح قادرًا على التواصل معكِ على نحو أكثر وضوحًا، إلا أنه رغم بلوغه الشهر الثالث عشر، فإنك ستبذلين جهدًا كبيرًا لفهم طفلك، لذا كوني ذكية عند تفسير محاولاته المبكرة للتعبير عما يريده.
النمو والتطوّر
إذا لم يتمكن طفلك من المشي حتى الآن، فقد بات موعد قيامه بذلك قريبًا. يكون لدى الوالدين الذين تمكنوا من المشي في مرحلة مبكرة أطفالًا في الغالب يمتلكون هذه المهارة. كما عليكِ توقع أن يتمكن طفلك من المشي بساقين مبتعدتين عن بعضهما والوقوف بنفس الوضعية، إذ أن هذه الوضعية تساعد طفلك في الحفاظ على توازنه، حتى إذا بدا وكأنه نزل من على ظهر حصان للتو! وكلما زادت ثقته، اقتربت ساقيه من بعضهما، وسيمشي على أطراف أصابعه، بدلًا من وضع كامل قدميه على الأرض في كل خطوة.
خُصصت مراحل النمو كدليل إرشادي، لذا لا تعتقدي أنها وصفًا دقيقًا لما سيحدث، ففي بعض الفترات، ستلاحظين أن طفلك لا يحرز أي تقدم في مرحلة نموه، ويبدو الأمر كما وأنه قد عَلِقَ أو توقف لعدة أسابيع، ولا يفعل أو يقول أي شيء جديد، ثم مرة واحدة وعلى نحو مفاجئ، يحرز تقدمًا مذهلًا كما لو أن أحدهم دفعه لتحقيق هذا التقدم.
إن مهمتك هي توفير بيئة مثيرة للاهتمام ومُحفزة وآمنه للطفل، ليكبر ويتعلم، وحاولي ألا تجبري طفلك على تطوير مهارات جديدة أو تعزيزها، فسيؤدي ذلك إلى إحباطه وفقدانه الشغف، ولكن حاولي أن تكوني داعمة ومشجعة له بدلًا من إجباره على ذلك، وتذكري أنه بغض النظر عن مدى ارتباطك بطفلك البالغ من العمر ثلاثة عشر شهرًا، فهو فرد مختلف ومميز بالنسبة لكِ، ولا يحركه سوى عقله وقدراته.
توقعي الكثير من حب المعرفة والفضول والاهتمام في هذا الشهر، وبالتالي سيدخل طفلك إلى الخزانات، وتحت الأسرَّة، وسيتسلق أي سطح. يُعد هذا السن حافلًا بالحركة، بداية من لحظة الاستيقاظ وصولًا إلى لحظة النوم، ويصبح طفلك الآن قادراً على التقاط أصغر الأشياء وإدخالها إلى فمه، مدفوعًا برغبة بيولوجية قوية، ولكن للأسف لا ينطبق هذا على سلوكيات تناول الطعام.
اللعب والتفاعل
يفضل الأطفال في هذا العمر ألعاب السحب والدفع، وتُعد العربات وعربات اليد الصغيرة التي يمكن دفعها أو سحبها اختيارًا رائعًا، كما أنهم يفضلون ألعاب الفعل ورد الفعل أيضًا، والتي ستعلم الطفل التحكم في النتائج، وليس بالضرورة أن تكون الألعاب باهظة الثمن أفضل، رغم أنها قد توحي عكس ذلك؛ إذ يفضل الطفل البساطة، لذا حافظي على صناديق الخزانات وحقائب الأوراق والكراتين الفارغة وورق لف الهدايا، فعند بلوغه الشهر الثالث عشر، ستصبح هذه ألعابه الجديدة المفضلة مقارنة بما قمتِ بشرائه.
ما يمكنكِ توقعه في هذا الشهر
• تظهر شخصية طفلك بعض الشيء من خلال تعلم فعل ما يريده ورفض ما يُقدم له، وستلاحظين استخدام كلمة ""لا"" كثيرًا في مفرداته.
• العناق والمحبة العفوية، خاصة حينما يشعر الطفل بالإرهاق، فستتذكرين يوميًا أنه ما يزال صغيرًا، خاصة في وقت الاستيقاظ وعند حاجته إلى النوم.
• تناول الطعام بفوضوية واللعب به، فلا تتوقعي الكثير من طفلك عندما يتعلق الأمر بسلوكيات الطعام، إذ أنه لن يتمكن من استخدام أدوات تناول الطعام ببراعة، وسيرغب في تناوله بيديه، ويلطخ نفسه وكرسي طعامه بالطعام.
• عدم التفرقة بين ما هو آمن وخطر ليلمسه، لذا عليكِ ترتيب المنزل والتأكد من أنه آمن، لذا ضعي الأغراض الثمينة في مكان لا يمكنه الوصول إليه، واشتري أقفاًلًا بنظام حماية للأطفال، وأغطية لمقابس الكهرباء وكذلك بوابات سلامة وحواجز واقية لموقد الطهي. واطلبي من فني كهرباء متخصص تركيب قاطع دائرة كهربائية على لوحة الكهرباء الرئيسية للمنزل.
• الاستحمام كثيرًا، خاصة في فصل الصيف، إذ يُعد الاستحمام طريقة مناسبة لتبريد الجسم واستغلال بعض الوقت والحصول على بعض المرح، ولكن تذكري أن الطفل في شهره الثالث عشر من العمر ما يزال بحجم صغير جداً لتتركيه في حوض الاستحمام بمفرده، لذا اجلسي على الأرض بجانبه أو قفي معه في الحوض نفسه. علمي الطفل طريقة عمل فقاعات بالصابون، واشتري ألعاب البحر البلاستيكية وأعيدي اكتشاف طفولتكِ مرة أخرى.
الغذاء والتغذية
قد تتغير شهية طفلك بحلول عيد ميلاده الأول، لذلك إذا لم يتناول الطعام بنفس مقدار الفترة السابقة وبات صعب الإرضاء، لا تشعري بالإحباط لأنه أمر شائع جداً؛ إذ تُجسد هذه المرحلة التباطؤ العام في نمو الطفل بعد السنة الأولى، حيث لا يحتاج الطفل في هذه الفترة إلى معدل كبير من السعرات الحرارية للنمو. ما يزال طفلك بحاجة إلى تناول الطعام يوميًا من المجموعات الغذائية التالية:
• الحليب أو منتجات الألبان بمعدل 3-4 مرات يوميًا، فإذا ما زلتِ ترضعينه طبيعيًا، فاستمري في ذلك؛ إذ يعود استمرار الرضاعة الطبيعية بفوائد عظيمة عليك وعلى طفلك، طالما أن كليكما سعيد بها، كما أن إرضاع الطفل من 3-4 مرات يوميًا أو أكثر -إذا كان ذلك مناسبًا لكِ- يُعد معدلًا جيداً.
• أدخلي الفواكه والخضراوات واللحوم والأسماك والبيض والحبوب والخبز في نظامه الغذائي.
• لا تقلقي إذا لم يرغب طفلك في تناول الطعام في أحد الأيام، فإن إجمالي ما تناوله على مدار أيام قليلة سيكون كافيًا.
• تأكدي من شرب طفلك للمياه وليس عصير أو مشروبات فواكه مُحلاة أو حليب ليروي عطشه، لأن المياه أفضل لأسنانه ولن تشكل سعرات حرارية إضافية على نظامه الغذائي.
الحفاظ على طفلك بصحة جيدة
احرصي على غسل يدي طفلك قبل تناول الطعام وقبل النوم، ولا تبالغي في نظافة منزلك، حيث إن وظيفة الجهاز المناعي لطفلكِ هي مكافحة آلاف الجراثيم كل يوم، كما أنه يوجد دليل على تأييد المفهوم القائل بأنه قد تزيد الحساسية لدى الأطفال لأننا حريصين للغاية بشأن حمايتهم من الجراثيم.
نصائح عامة
• اعتني بنفسك كما تعتنين بطفلكِ،
o سيتعلم طفلكِ متأثرًا بكِ احترام الذات والثقة بالنفس، فلا تهملي هذه الأساسيات عندما يتعلق الأمر بالتغذية وممارسة التمارين والاعتناء بنفسك، إذ يمكنك تحديد موعد مع طبيب الأسنان الخاص بكِ إذا لم تتمكني من الذهاب في آخر 6 أشهر.
• هيئي لطفلكِ مقعدًا مناسبًا لسنه ووزنه في السيارة.
o اضبطي أحزمة المقاعد إذا كانت ضيقة جدًا، وتأكدي من عدم خروج الطفل منها.
• ضعي قواعد منزلية صارمة بشأن سير الأطفال في المنزل.
o استخدمي البوابات وإشارات اليد أو علامات واضحة تشير إلى المسارات المحددة والحذر من مخالفتها.
• إذا كنتِ تدخنين، احرصي على ألا تكوني في نفس الغرفة مع طفلكِ أثناء التدخين.
o غالبًا ما يكون أطفال الوالدين المدخنين أكثر عرضة للمرض، حيث يتعرضون لالتهابات الأذن ويواجهون مشاكل صحية طويلة الأمد كلما زاد عمرهم.
• يمكنك نقل طفلكِ إلى غرفته في حال كان يشاركك في غرفتك.
o قد تضطرين إلى القيام بذلك تدريجيًا أو خلال يوم واحد فقط، فيمكن للأطفال الذين يبلغون من العمر ثلاثة عشر شهرًا إزعاج آبائهم أثناء النوم، كما أهم في نفس الوقت يقلقون نومهم بسبب تقاسم الغرفة.